بالصداقه قد تستقيم نفوسنا او تنحدر , وعلى اساس ذلك كيف يمكننا اختيار اصدقئنا ؟؟
هل نختار الصديق وفق متطلباتنا النفسية فقط دون النظر في التفكير ؟ ام لانه مخلص وصادق في مشاعره
معنا ومع غيرنا ؟ ام لاننا نميل اليه , ونرتاح للجلوس معه , بغض النظر عمن يكون هذا الصديق ؟ أم لانه قريب
فكريا من تفكيرنا ؟ ام لاننا اعجبنا به لما يتميز به من المكانة الاجتماعية والمنصب الاقتصادي ؟ ام ترى لاننا
معه نرتقي بمشاعرنا , وبجلوسنا معه نغذي عقولنا وارواحنا ؟ فالصداقة ليست بالامر الهين او مجرد علاقة
عابرة في حياتنا لا تترك اثرا لكي نختار اصدقاءنا بمنتهى السهولة , لا بد ان نستخدم عقولنا وليس عواطفنا
وكأي امر , لا بد ان نزنها بميزان ديننا وخلقنا لان الصداقه الحقيقية هبة من الله . ولا بد ان نحكمها من هذا
المنطلق , فهناك مؤشرات كثرة تخبر الانسان عن الاستمرا في الصداقة او الابتعاد عنها .
فصديقتي لا بد ان تشعر بشعوري وتهتم لامري , تحزن لحزني وتسر لسروري , تحب لي كل ما تحبه
لنفسها وتكره لي كل ما تكرهه لذاتها , تشهد لي بالخير في حضوري وغيابي , تحثني على العمل
الصالح قولا وعملا , فلا تتهاون معي لترضيني خوفا من الابتعاد عنها بل على العكس قد تقسو علي
احيانا اذا كان هذا لصالحي , لاننا نحتاج الى الرفقة الصالحة , التي تشد من ازرنا وتعيننا في حياتنا .
فالصديقة ليست فقط من اجل المرح واللهو او للمناسبات والحفلات والنزهات او للدراسة , ولكن
صديقة لكل الاوقات وفي كل الاحوال وتحت اي ظرف . ولا بد ان تكون الصداقة في الالتقاء الفكري وتقارب
الشخصيات وطهارة الحس وصدق النية والمشاعر وسمو الهدف . وباختصار فان الصفات التي يجب ان
تتوفر في الصداقة كثيرة , ولكنها ترتكز على ثلاث خصائص تحتوي على فروع الفضائل وهي , الدين ,
والعقل , وحسن الخلق , فالصاحب كما يقولون ,,ساحب,, قد يسحبك للخير او للشر .
ولا بد من التثبت لبناء صداقة صالحة قائمة على بنيان متين وسليم وان تكون خالصة لله وفي الله
وان ننتبه لحقيقة مهمه , وهي ما قد يواجهنا في المجتمع من نقص وعدم تكامل البشر , وكلنا خطاؤون
وخير الخاطئن التوابون .
وحينما تخرج هذه المحبة عن المألوف والمعقول والمقبول , شرعا وعقلا , ننتقل الى المحذور من
المحبة , الا وهي المحبة الرعناء الجاهلة , التي تقوم على الاهواء الخاصة ..........
م ن ق و ل