لكـــــي لا يعرف الهم والغم طريقا الينا...

لكي لايعرف الهم والغم طريقاً إلينـــــــــا

اعلموا أن الإنسان لو استطاع أن يصل إلى درجة معينه من أمور
فإننا نصل إن شاء الله تعالى إلى حاله عندها لايعرف الهم والغم طريقاً إلينــــــــــــا
ولكي نحقق هذا يجب علينا إتباع أربعة أمور والعمل بها حتى نستطيع طرد الهموم والغموم

وأول هذه الأمور: (تقوية العقل)
بمحاولة استعادة العقل ونموه وأعماله ، فإن الشيئ بالإهمال يضمروبالأعمال ينمو ويكثر..
فإذا وصل العقل إلى مرتبه عاليه من الذكاء والفهم فعندئذٍ يكون الخير الوفير والنعيم الكثير...
فمما لاشك فيه أن كثرة القراءة والإطلاع إطلاع من يريد الإستفاده
وكذلك التأمل والتفكر فيما وراء الفكره العلميه لاقراءه فحسب دون فهم.. وأيضاً كثرة الإمعان فيها وبماتريده
حتى ولو كانت هذه القراءات في العلوم الكونيه البحته..
وكذلك التأمل في أحوال الناس وصفاتهم وتباينهم وإختلاف طبائعهم ومداركهم
وسلوكهم المتغير وأحوالهم عند حادثه معينه
وكذلك أحوال السابقين من التاريخ وما أدى إلى تدهور بعضهم وعلو الآخرين
ومحاولة إستقراء السير والتاريخ بإمعان وفهم..

وقد روى الحكيم الترمذي في النوادر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي الدرداء رضي الله عنه:
[color=#4169e1](ازدد عقلاً تزدد من ربك قرباً) فقال: بأبي انت وأمي وكيف لي بذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
[color:446c=#4169e1:446c](اجتنب محارم الله تعالى وأدّ فرائض الله سبحانه تكن عاقلاً، واعمل بالصالحات من الأعمال
تزدد في عاجل الدنيا رفعة وكرامة وتنل في آجل العقبى بها من ربك عزوجل القرب والعز).
فطوبى للعقلاء الذين يكثرون التأمل في ملكوت الله عزوجل..
وطوبى للعقلاء الذين يتنعمون بالخلق القويم ويتعاملون به..
وطوبى للذين يكتمون الغيظ فلا يقعون في المهالك...

الثانــــــــي: تقوية النفس..
فإن النفوس الهشه سرعان ماتنجذب إلى المخدوعات والأكاذيب وتلهث وراء السراب
فتصاب بالأذى والنصب ، وأشد التعب هو حينما تمرض النفوس..
وحينما تكون النفس هشه حقيقه فإن أقل هزه من واقع الحياه تؤثر فيها..
وربما حملت هماً وهو ليس كذلك.. وربما اكتسبت غماً وقد يكون فيه الخيرالكثير..
فالمفروض تقوية النفس حتى تتعقل الأمور وتدرك حقائق الكون.. وحينئذٍ....
لن يؤثر فيها هم ولا غم ، ولا وصب ولا نصب..


الثــــالث: الإبتعاد عن المعاصي والآثام تدريجياً..
فإن كثرة المعاصي لله عزوجل تجلب الهم والغم وتضر بالإنسان.. حتى ولو كانت صغائر
فإنها تتراكم وتجتمع على العباد فتهلكهم وهلاك العبد ضعفه،
وإنما يعني ضعفه إستسلامه وخضوعه للمرض والوصب والتعب فيضحى مذموماً مهموماً مغموماً
وبنظره عقلانيه إلى صنع الذنوب على القلوب والأبدان وإستقراء للتاريخ.. نجد الآتي:
ما الذي أخرج الأبوين من الجنه؟.. وما الذي أخرج إبليس من السماء وطرده ولعنه؟
وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟
وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض؟
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحه حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟
وما الذي رفع قرى اللوطيه حتى سمعت الملائكه بنبح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها
فأهلكهم جميعاً.. ثم أتبعهم حجاره من السماء أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة مالم يجمعه على أمه غيرهم؟
وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظل فلما صار على رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلضى؟
وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر؟ وما الذي خسف بقارون وماله وداره وأهله؟
وما الذي؟ وما الذي ؟ فغير هذا الكثير من العقوبات التي أنزلها الله بالأقوام العاصين المتمردين
وسبب كل هذا هو الذنوب والمعاصي التي تهلك الأقوام وتحصد الحرث والزرع وتجلب الهم والغم
أما الطاعات فتقوي النفس وتثقل البدن وتشد من أزر القلب فلا يضيع العبد وعندها تطرد الأوهام والأوجاس والأنصاب والهم والغم

الرابـــــــــــــــع: سد مداخل الشيطان..
لأن الشيطان يتسلط على النفوس والقلوب ويملكها فإذا حدث ذلك ، نصب المرء وتعب أشد التعب..
فحينما أبى الشيطان أن يسجد لآدم وطـُـرد من رحمة الله..
أقسم على إضلال البشر وإغوائهم حتى يعصوا الله رب العالمين
ومن ثم فللشيطان حبائله التي يستعملها في صيد بني البشر.. فأصبح الناس في شقاء لأنهم اتبعوا وساوس الشيطان
فيجب علينا مقاومة وساوس الشيطان فبمقاومة وساوسه
والتعوذ منه والإبتعاد عما نهى الله عنه والعمل بما أمربه بهذا يتقوى الإنسان
حتى يطرالهموم والغموم من حياته وبإنخراطه داخل الظلمات فإنه يضفي على حياته الهم والغم

فطوبى للعقلاء الذين يكثرون التأمل في ملكوت الله عزوجل..
وطوبى للعقلاء الذين يتنعمون بالخلق القويم ويتعاملون به..
وطوبى للذين يكتمون الغيظ فلا يقعون في المهالك

اللهم اجعنا منهم

******

اتمنى من الله العلي القديم

ان لايعرف الهم والحزن طريقا الى

قلب كل من قال

لا اله الا الله وان محمدا رسول الله

اللهم امييين

*******

يجزاك ربي الجنه خاطفه على مواضيعك المتميزه

وسلامي ختامي